Overblog
Edit post Follow this blog Administration + Create my blog

Abdelhamed Sahban عبد الحميد سحبان

Abdelhamed Sahban عبد الحميد سحبان

"قصة قصيرة "غيظ من قيد

Posted by Abdelhamed Sahban on October 16 2022, 18:45pm

Categories: #قصة قصيرة

بقلم "عبد الحميد سحبان" موثقة "بجريدة على باب مصر" 13 سبتمبر 2022

جريدة على باب مصر- انقر هنا

نزل حشد من المدججين بالعصي ضربا في جمع من الناس تجمهروا بساحة النصر وسط المدينة، يستعدون لترديد مطلع قصيدة نفض الإذعان والانقياد "إذا الشعب يوما أراد الحياة"، وبفعل المباغتة لم يتمكنوا من الإفصاح جهرا بكسر القيد قولا !!! فكيف لهم فعلا؟.

صاح زعيم المتظاهرين من موقعه من أعلى المنصة وفي يده مكبر الصوت موجها كلامه لأصحاب الخوذات الحديدية: "يا ناس!!! يا ناس!!! لا تفهمونا خطأ، إن الرعية اليـوم إذا أرادت الحيـــــــاة.......

فــــلا ضير للأصفاد أن تتجــــــددا ** فمشقة العيش لن تزول اليوم ولا غــــدا

اطــــــــــــــمئنــــــوا ولا تجزعــــــوا أبــــــــــدا ** فـــــكسر القيــــود حلـــــم قـــــــــد ولى وتبـــــــــددا

لم يقبل قائد الفيلق المتربص بالمتجمهرين قول الزعيم الذي لم يخرج عن روح التمرد قائلا: "ليس للشعب قطعا أن يريد ولو بقبول التصفيد، وليس له الحق مطلقا في التمني ولو لمجرد الرغبة في التيه على وجه الأرض لأن....

أفـضل الشعوب قطعان يسير بهــــا ** صــــــوت الرعــــــاة ومن لم تمش تندثر

ثم وجه الكلام لفرسان الغزوة آمرا إياهم: "اقطعوا رؤوسا أراها قد نضجت وحان وقت جنيها، فثمار العصيان نار تأكل أشجار بستان الخنوع إن لم يتم إخمادها على التو .....".

خفت ضجيج الصراخ وطلب النجدة بسقوط آخر ضحايا موقعة "إذا الرعاع يوما أرادوا الصياح"، لم يبق إلا الزعيم الذي تسلق سور الساحة الشاهق مسلحا ببوقه المحمول، مصرا على زرع أمل كسر القيود الذي سَقَتْه وفرة الدماء المسفوكة كي يصبح حتما ربيعا وارفا يستظل به كل معذبي الأرض. عزم على الصدح ببيت نفض الذل والاستعباد كاملا غير منقوص، كما كانت نية ضحايا هذه الواقعة.

وفي قمة غليانه وصدق انفعاله، لم ينتبه إلى قائد سرية العدوان الذي اتجه نحوه باندفاع شديد. لقد كان قائد فيلق القفازات الحديدية يسابق الريح كي يقطع على رأس الحربة ما كان ينوي الجهر به. فما أن رفع الزعيم صوته الرخيم من مكبر الصوت الذي تردد في المكان مسموعا للهدوء الذي تلا الفاجعة بالقول:

"إذا الشعب يوما أراد الحياة"

حتى نزلت هراوة القائد الغليظة على مستوى رأسه مثقلة بالبطش والفتك فمنحته توا الممات، قبل أن يتمم ما غشاه الليل بسواده الحالك الذي لا محالة سينقشع ولفه السكون الرهيب في ألف قيد وقيد حتما سينكسر.

بقلم "عبد الحميد سحبان" منشورة "بجريدة على باب مصر" 13 سبتمبر 2022.

"قصة قصيرة "غيظ من قيد
To be informed of the latest articles, subscribe:
Comment on this post

Recent posts